"المرصد السوري": توغّل إسرائيلي في القنيطرة واعتقال 6 مدنيين بينهم طفل
"المرصد السوري": توغّل إسرائيلي في القنيطرة واعتقال 6 مدنيين بينهم طفل
اقتحمت قوات إسرائيلية، اليوم الاثنين، قريتي سويسة ومحيط بلدة نبع الصخر بريف محافظة القنيطرة الأوسط جنوب سوريا، ونفّذت حملات دهم واسعة النطاق أسفرت عن اعتقال ستة أشخاص بينهم طفل، وسط حالة من الاستياء والتوتر الشعبي في المنطقة، بحسب ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ووفق مصادر ميدانية نقل عنها المرصد، استهدفت القوات الإسرائيلية منازل مدنيين خلال عملية الاقتحام، حيث عمد الجنود إلى تفتيش البيوت وتوجيه إهانات لفظية ومضايقات للسكان المحليين، ما أثار موجة من الغضب والقلق لدى الأهالي، خاصة مع تصاعد وتيرة الوجود العسكري الإسرائيلي داخل المنطقة العازلة التي تخضع لمراقبة الأمم المتحدة وفق اتفاق 1974.
وحرّكت القوات الإسرائيلية صباح اليوم رتلًا عسكريًا يضم أكثر من 10 آليات من القاعدة العسكرية المستحدثة في قرية العدنانية بريف القنيطرة الشمالي، نحو قرية نبع الصخر، وتمركزت في موقع "السرية الرابعة" عند مفرق المنبطح، وهو أحد المواقع العسكرية السورية السابقة على الطريق المؤدي إلى قرية مجدوليا، وفق ما أكده المرصد السوري.
وتُعد هذه التحركات من أوسع العمليات البرية التي تنفذها إسرائيل داخل الأراضي السورية جنوب البلاد خلال العام الجاري، في ظل تصاعد الاستنفار العسكري الإسرائيلي على طول الجولان السوري المحتل، وتزايد المؤشرات على تعزيز التعاون الاستخباراتي والمراقبة الميدانية ضمن المنطقة العازلة المحاذية للحدود.
اعتقال شقيقين ومداهمة منازل
واستمر التصعيد الميداني صباح اليوم مع اقتحام القوات الإسرائيلية لقرية الدواية الكبيرة بريف القنيطرة الأوسط، حيث نفذت وحدات المشاة عمليات مداهمة وتفتيش طالت عدة منازل، وانتهت باعتقال شقيقين، بعد مداهمة منزل عائلتهما وتفتيشه بدقة، بحسب ما أكدت مصادر محلية.
ويشير المرصد إلى أن هذه الحملة تأتي في سياق تصعيد إسرائيلي مستمر منذ أسابيع داخل ريف القنيطرة، وسط توسّع رقعة الاقتحامات والاستبيانات الأمنية الميدانية التي يجريها عناصر الجيش الإسرائيلي داخل المناطق المدنية، في ظل غياب أي تعليق رسمي من النظام السوري أو القوات الدولية العاملة في الجولان.
وأفاد المرصد بأن منطقة بئر عجم القريبة من الجولان المحتل شهدت أمس الأحد عمليات حفر وتجريف مكثفة نفذتها جرافات إسرائيلية، تبعتها إقامة سواتر ترابية في محيط البلدة، وهو ما فُسّر كمحاولة لتعزيز المواقع الدفاعية في المنطقة الحدودية أو تجهيز خطوط إمداد خلفية لأي عملية قادمة.
واقتحمت قوة عسكرية مكوّنة من ثلاث سيارات مساء السبت الماضي، قرية رويحينة بريف القنيطرة الجنوبي، حيث أجرت عمليات تفتيش داخل منازل مدنيين، بالتوازي مع تنفيذ عناصرها لاستبيانات ميدانية مباشرة مع السكان المحليين، في خطوة اعتبرها المرصد استمرارًا لنهج "جمع المعلومات الميدانية من داخل المجتمعات المحلية".
منطقة منزوعة السلاح
يُذكر أن منطقة القنيطرة تخضع لاتفاق فض الاشتباك الموقّع عام 1974 بين سوريا وإسرائيل، والذي نصّ على إنشاء منطقة منزوعة السلاح بعمق 10 كيلومترات على جانبي الحدود، تحت إشراف قوات "أندوف" التابعة للأمم المتحدة، إلا أن السنوات الأخيرة شهدت خرقًا متكررًا لهذا الاتفاق من الطرفين، في ظل تراجع فعالية الدور الأممي.
وتزايدت في الأشهر الماضية عمليات الرصد والمراقبة الإسرائيلية داخل مناطق النفوذ السوري في الجنوب، خاصة في القرى المحاذية للشريط الحدودي مع الجولان المحتل، وسط اتهامات متكررة لإسرائيل بتنفيذ اغتيالات واستهدافات طالت مواقع لفصائل محلية وقادة عسكريين مقربين من طهران.
وفي ظل هذا التوتر، تخشى منظمات حقوقية محلية ودولية من توسّع العمليات العسكرية داخل مناطق مدنية مأهولة، بما يهدد السكان ويقوّض أي احتمال لاستقرار أمني في المدى القريب.